شاعر مصري من شعراء العامية من محافظة قنا , من مواليد 1941 بدأت حكاية اكتشافه باجتماع تحرير في مجلة صباح الخير التي كان يرأسها الكاتب الصحفي الكبير فتحي غانم في ذلك الوقت، حيث كان يحضر الاجتماع الصحفي الشاب لويس جريس، الذي أقترح على رئيس التحرير رحلة للبحث عن الموةاهب الشابة وتقديمها بمجلة صباح الخير، ولما وافق فتحي غانم ورحب بالفكرة كثيراً، انطلق جريس لوجه قبلي، كما انطلق الكاتب الكبير عبد الله الطوخي لوجه بحري، حيث اكتشاف المواهب في جميع أنحاء الجمهورية. انتهت رحلة لويس جريس ولم يجد سوى شاب أسمر يرتدي جلباب صعيدي فضفاض يصطحب الكاتب الصحفي إلى منزل الشاعر أمل دنقل فلم يجده، وإلى منزل القاص والروائي يحيى الطاهر عبد الله فلم يجده أيضاً، وكذلك منزل الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ولم يجده هو الثالث، حيث سبقوه ثلاثتهم إلى القاهرة قبل مجيئه بأيام قليلة، فاستقل جريس القطار متجهاً للقاهرة مقرراً دعوتهم إلى مكتبه للكتابة عنهم، متخيلاً جريس أن الرحلة انتهت ولم يقابل أي مبدع وجهاً لوجه، لكن وبينما يتحرك القطار أعطى له عبد الرحيم منصور بضع ورقات كان قد كتبهم بخط الإيد، أخرجهم من جلبابه الصعيدي الفضفاض، وقال لجريس دي كلماتي وأتمنى أنهم يعجبوك، قرأ لويس الكلمات وأسرع على باب القطار وكان يتمنى أن يقفز منه ويعود لمنصور ليسأله كيف كان يخبئ عنه كل هذا الإبداع طوال الرحلة. وكانت أول مقالات لويس جريس في مجلة صباح الخير بعنوان "المعذبون بالفن" عن شاعر كبير اصطحبه طوال رحلته في البحث عن الموهوبين ولم يقل عنهم موهبة بل يزيد، دعا عبد الرحيم للمجئ إلى القاهرة، وقال له أن مجلة "صباح الخير" تنتظره وتفتح له أحضانها، وفعلا سافر منصور إلى القاهرة ليبدأ من هنا من مجلة "صباح الخير".. ليصبح بعد ذلك شاعرا كبيرا و مؤثرا في الحركة الادبية المصرية ..
كتب عبد الرحيم ديوانه الأول «الرقص ع الحصى» في أواخر الستينات، ونشره على حسابه الخاص. ولأنه لم يهتم كثيراً بالدواوين فلم تنشر باقي دواوينه؛ إلى أن جمعت أبنة شقيقه مي منصور وابنة الشاعر حمدي منصور الأعمال الكاملة لعمها الشاعر عبد الرحيم منصور وقدمتها في كتاب ضخم يحتوي على معظم أعماله؛ قدم مع بليغ حمدي وقتها الكثير من الأغاني لكبار المطربين والمطربات.
أثناء حرب أكتوبر 73؛ قرر الشاعرعبد الرحيم منصور أن يحارب مع الجنود وأن يكون مبنى ماسبيرو هو الجبهة والأغنية هي سلاحه ضد العدو، اقترح على الموسيقار بليغ حمدي أن يقيمو في مبنى الإذاعة والتليفزيون يصنعوا أغاني يحمسوا بها الجنود وقال عبد الرحيم أن اللحن والكلمة لابد أن يشاركوا في الحرب، وافق بليغ حمدي وذهبوا لعمل معكسر داخل مبنى ماسبيرو الذي كان يخلو تماماً من أي تأمين.
بلد في حالة حرب، لا أحد يعرف وقتها بالتحديد ولكن الكل متأهب للحظة الحاسمة في أي وقت، كل منزل يحتوي على بطل أو أكثر، ولا أحد مسؤول عن بليغ وعبد الرحيم ووردة أثناء العمل، هكذا قيل لهم ولكن بليغ أصر.
دخلوا ثلاثتهم مبنى ماسبيرو، وبدأ العمل وأول ما كتب عبد الرحيم "بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله.. بسم الله.. بسم الله.. أذن وكبر.. بسم الله.. بسم الله.. وقول يارب.. النصرة تكمل"
وتوالت بعدها الأعمال العظيمة التي حُفرت في أذهاننا وأرواحنا حتى يومنا هذا؛ مثل وأنا على الربابة بغني بصوت وردة الجزائرية؛ وقومي يا مصر بصوت عبد الحليم حافظ؛ وعبرنا الهزيمة بصوت شادية؛ وغيرها الكثير والكثير من الكلمات التي تغنت بحب مصر؛ حيث كان للشاعر الكبير عبد الرحيم منصور حوالي 225 أغنية في الفترة من حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر العظيم؛ وكرمه الرئيس الراحل أنور السادات بعد الحرب بمنحه رتبة "الرائد العسكري" ووسام عسكري من الدرجة الأولى.
بدأت محطة هامة في حياته حين تبنى المطرب محمد منير وكتب له العديد من الكلمات التي عرفنا بها منير ونحب سماعها حتى اليوم؛ استمر مشوارهم معا حوالي 12 عام حتى وفاة الشاعر الكبير عبد الرحيم منصور؛ وكان التحدي الذي واجه عبد الرحيم هو كتابة أغاني رومانسية، فقد قدم الأغنية بشكل جديد وبمفردات جديدة تماماً على الأغنية الرومانسية السائدة وقتها، في أغانِ مثل (في عنيكِ) و (يا صبية). وبدأ كتابة أول ألبومات منير بعنوان «علموني عنيكِ»؛ تعاون في الألبوم مع الموسيقار أحمد منيب والموسيقار هاني شنودة وتوزيع يحيى خليل.
تعتبر أول الثمانينات الفترة الأهم والأشهر في حياة عبد الرحيم منصور حيث كتب لمحمد منير أغاني ألبومي «شبابيك» و«اتكلمي». كما وضع سيناريو وحوار وأشعار فيلم «الزمار» للمخرج عاطف الطيب وكتب كلمات ألبوم «حظوظ» للمطرب الشعبي كتكوت الأمير وكتب أول أغاني المطربين عمرو دياب وعلي الحجار ومدحت صالح ومحمد ثروت ووليد توفيق.
من المفارقات ان المخرج المصري الكبير يوسف شاهين اوصي بأن تكتب كلمات اغنية حدوتة مصرية لعبد الرحيم على شاهد قبره و هذا ما قد حدث فعلا .
رحل في ٢٨ يوليو لعام ١٩٨٤ بعد أن ترك إرثا عظيما وتغنى له كبار مطربي الوطن العربي مثل فايزة أحمد ووردة الجزائرية وشادية وعفاف راضي وأحمد منيب؛ وكان النصيب الأكبر من الكلمات والاغاني للكينج محمد منير.
ادرج في قائمة الشرف الوطني المصري - باب الادباء و المفكرين اعتبارا من 22/8/2022 بعد منح اسمه قلادة تاميكوم من الطبقة الذهبية