في صيف 1975.. الأول من سبتمبر.
الطيارون منهكون، فالتدريب بعد المعركة الحقيقية اصعب من التدريب قبلها، فكل طلعة جوية لها ظروفها.
طلعة تدريبية عادية اخرى بالذخيرة الحية..
طيران نهارى..
تشكيل من قاذفتين تى يو 16 كى 11-16 ..
السماء صافية بلا غيوم..
طاقم الطائرة يضم القائد مقدم طيار/ محمد عبد الوهاب كريدى، والطيار المساعد نقيب طيار/ عادل الفقى، والملاح الأول رائد ملاح/ سمير عبد الفتاح، والملاح الثان نقيب ملاح/ صلاح الدين المنشاوى., , و الملازم فني / محمد مأمون ابراهيم
وتقلع القاذفة من قاعدة غرب القاهرة الجوية محملة بكافة انواع الذخائر..
تمر دقائق عادية..
وفجأة يدوي صوت انفجار في القاذفة..
النقيب طيار/ عادل الفقى يصرخ: يا كابتن مدفع الملاح التانى بيفرقع، فيرد القائد محمد المشهور بأعصابه الفولاذية: يا عادل قول للملاح الثانى يشوف أيه الحكاية وخلينا نسأل الطيارة اللى معانا فى التشكيل ايه اللى بيحصل.
وبالفعل يتصل بالقاذفة الأخرى المرافقة بالتشكيل بقيادة عقيد طيار/ محمد طموم ومساعده نقيب طيار/ نور رياض، و كان الرد بأنه لا يوجد شئ بالقاذفة.
وتكاثرت حبات العرق على جبينه وهو يمسك مقود الطائرة بكل إحكام محاولا الإبقاء عليها في اتزان تام ، قبل أن يصرخ في رفيقه: نزل العجل يا عادل هننزل في المنيا..
وتتعالى أصوات الأنفجارات فى القاذفة ..
وتقترب الطائرة من الأرض..
وتخرج العجلات تلاحقها ألسنة اللهب تكاد تلمس الأرض على الرغم من أرتفاع القاذفة..
و تزداد الأنفجارات حدة ..
لم يعد هناك مفر..
ويطلب قائد الطائرة من طاقمه بالقفز لكن انقطاع الأتصال بالمذياع الداخلى نتيجة للحريق لينبأه عن عدم أستطاعته القفز بالكرسى القاذف بسبب الحريق..
وفجاة تنفجر أسطوانات الأكسجين الخاصة بالطاقم بالكابينة الأمامية، و يستشهد الملازم فني / محمد مأمون ابراهيم
ادرج في قائمة الشرف الوطني المصري - باب القوات المسلحة اعتبارا من 15/3/2022 بعد منح اسمه قلادة تاميكوم من الطبقة الذهبية