في حرب أكتوبر تمركزت مجموعة من كتيبة الصاعقة المصرية في منطقة كبريت بالقرب من خط بارليف، مانعة تقدم العدو الإسرائيلي ناحية السويس، وتعرضت تلك الكتيبة لحصار دام 134 يومًا، لكنها صمدت بقيادة «عبدالتواب» وأبعدت العدو عن اختراق خطوط الجيش المصري، واستشهد خلال تلك الملحمة.
ستظل شخصية العقيد اركان حرب ابراهيم عبد التواب الذى قاد الرجال فى ملحمة كبريت البطولية خلال حرب السادس من اكتوبر 1973 والذى ظل يقاتل مع رجاله طوال فترة الحصار وسطر بحروف من نور بانه من ابرز الشخصيات العسكرية المصرية والذى سيظل اسمه شهابا لامعا فى سجل الخالدين رائدا من رواد العسكرية المصرية بعد ان اضاء بدمه احد قنادلها فى تاريخها المعاصر .
نشأة الفارس ابراهيم عبد التواب
ولد ابراهيم عبد التواب باحدى قرى محافظة اسيوط فى العاشر من مايو 1937 وكان والده رجلا متدينا يحفظ لقران الكلايم وشب الفارس الصغير ابراهيم على هذة الصفات من الشجاعة ومكارم الاخلاق وتعلم منذ طفولتة دروس الكفاح والفداء فى سبيل الله والوطن ، تلقى العلم بمرحلتى
الابتدائية والاعدادية بمدرسة الفرير باسيوط ثم التحق بمدرسة المنيا الثانوية وكان حلمه الكبير وامله الذى يضعه نصب عينيه هو التحاقه و دخوله الكلية الحربية .
ثم بدا رحلته الجندية مع بدايات 1955 وفى نهاية 1956 تخرج ابراهيم عبد التواب من الكلية الحربية برتبة ملازم ثان وتدرج فى سلك القيادة الى وصل الى رتبة النقيب وكانت وحدتة ضمن القوات المصرية التى ذهبت الى اليمن لمساندة الثورة
وكشفت هذه الحرب عن كفأئته فى قيادة الرجال ثم عين مدرس بالكلية الحربية ، وفور وقوع نكسة 1967 طلب الانتقال الى صفوف المقاتلين ايمانا منه بان الواجب فى هذة المرحلة هو محاربة العدو والنيل منه من اجل مصر وتم نقله الى القوات الخاصة للاستفادة به فة المجال الفدائى
وخلال ثلاث سنوات وصل الى منصب رئيس اركان احدى مجموعات الصاعقة وفى هذة الفترة صدرت الاوامر بتشكيل لواء ميكانيكى مستقل خاص يتبع القوات الخاصة 5فكان ابراهيم اول من تقدم للانضمام الى هذا اللواء احساسا منه بان هذا اللواء هو اول وحدة ستحظى بشرف قتال العدو وتم تعينه قائدا لااحدى كتائب هذا الواء اعتمادا على كفاءته وثقة قيادات الجيش فى شجاعته.
ابراهيم عبد التواب وحرب اكتوبر
كانت مهمة الكتيبة التى يقودها ابراهيم عبد التواب هى القيام بالعمل كمفرزة برمائية تقتحد البحيرات المرة الصغرى وتتحرك شرقا على طريق الطاسة ثم طريق الممرات لتهاجم وتستولى على المخل الغربى لمصر متلا وتؤمنه بقوة كتيبة عدا سرية ورفع سرية مدعمة لتأمين درب الحاج وفور انطلاق الشرارة الاولى لحرب اكتوبر 1973 اقتحم ابراهيم عبد التواب ورجاله كتيبة البحيرات المرة الصغرى حتى وصل الى الضفة الشرقية من البحيرات دون اكتشاف العدو له ووصلت الكتيبة تقدمها وهى تقاتل العدو قتالا ضاريا تحت قيادة المقدم ابراهيم حيث اخذ يردد الله اكبر الله اكبر وجنوده تردد معه غير عابئين بما حولهم من قنابل تسقط عليهم او انفجارات من حولهم مؤمنينبالله وبالوطن وبقائدهم الشجاع وتمكن من تدمير دبابتين ، ثم صدرت الاوامر للمقدم ابراهيم باحتلال راس الشاطىء وتحقيق الاتصال مع الفرقة السابعة مشاة
وعلى الفور نفذ ابراهيم الاوامر واخذ اوضاع الدفاع عن تلك المنطقة وقامت الكتيبة تحت قيادته بصد هجمات العدو الجوية والارضية المتتالية والتى تكبد فيها خسائر فادحة فى الارواح والمعدات حيث تم اسقاط طائرة فانتوم وطائرتين ميراج بأيدى رجال الدفاع الجوى العاملين فى الكتيبة
مهاجمة النقطة القوية فى كبريت والصمود الاسطورى واستشهاده
البطل يتحدي حصار العدو الصهيوني
صدرت الاوامر للمقدم ابراهيم لمهاجمة النقطة القوية شرق كبريت والاستيلاء عليها واتخذا ابراهيم قراره باستغلال نيران المدفعية ونيران الدبابات حيث يتم اقتحام نقطة كبريت القوية من اتجاهى الجنوب والشرق على ان تقوم باقى الكتيبة بعزلها وحصارها من جميع الاتجاهات لمنع تدخل الاحتياطى للعدو وعلى بعد 3كم من النقطة القوية ظهرت قوات العدو المدرعة وتم التعامل معها بالصواريخ المضادة للدبابات فتم تدمير دبابتين وباقى دببابات العدو بادت فى التراجع والهرب خلف التباب مذعورة فى اتجاه الشرق وتم تدمير كل الدبابات عن اخرها وقتل معظم افرادها واسر الباقى وتم اقتحام النقطة القوية والاستيلاء عليها ورفع علم مصر عليها وحاول العدو مرار قطع الاتصال بين الجيشين الثان والثالث الاانه فشل فقامو بحصارها واستمر هذا الحصار 134 يوم حتى فرض على العدو قرار الانسحاب نتيجة الفصل بين القوات
وكان البطل يقف وسط جنوده وقال لهم اذا ضربوا طلقة نرد عليهم بعشرة وكان لايسمح باى تحرك لعربة مدرعة اسرائيلية او دبابة او جندى كانت تقابل باطلاق النار الفورى وكانت الاشتباكات لاتهدتء وكان ابراهيم يدفع بكمائن مسلحة الى المياه لحماية قوارب التعيين الاتية من الجيش الثالث وجن جنون العدو واذدادات الهجمات المضادة ضراوة فعرض العدو الاستسلام وحسن المعاملة لاابراهيم وجنوده ولكنه رفض وقرر القيام بغارة على العدو وفى يوم 13 يناير 1974 كان البطل يقود احدى الاغارات على العدو سقطت دانة غادرة للعدو بالقرب منه فاستشهد نعم استشهد البطل ابراهيم عبد التواب بين رجاله استشهد اسطورة الصمود الذى ضرب بوحدته اسمى الايات التى تدل على عظمة
الجندى المصرى وعلى بسالته فكانت اخر كلمات قالها لجنوده ( اياكم والتفريط فى الموقع فشرف مصر وكرامة جيشها معلق بنصركم )
وارسل قائد الجيش الثالث رقية الى موقع كبريت من هيئة عمليات القوات المسلحة جاءفيها نقدر روح الشهيد ابراهيم عبد التواب املنا وثقتنا كبيرة فى صمودكم وثباتكم تحيتنا لجميع رجالكم والى الامام على طريق النصر)
وكما اراد قاموا بدفنه على مستوى الارض وكانت الدانة التى استقرت احدى شظاياها داخل جسد الشهيد العظيم اخر دانة تطلق على الموقع فقد انسحب العدو بعد ايام تنفيذا لااتفاقية فصل القوات وبقى موقع كبريت وقائده البطل ابراهيم عبد التواب إلى الأبد رمزا للبطولة والشرف والصمود
ادرج في قائمة الشرف الوطني المصري - باب القوات المسلحة في 18/7/2015 بعد منحه القلاده من الطبقه الماسية